بقلم : سيد محمد الياسري ان الذي دعاني الى كتابة هذا المقال ، أحد التربويين ، قد كتب مقالاً عن درس الإملاء وأهميته، والمثير بالمقال ، ان اي سطر منه تجد فيه خطأً إملائياً، او بالكاد تجد سطرا ليس فيه خطأ ، مما اثار الاستغراب ، ليس لأنه رفض صيغة الإملاء الاختباري ، لكنه رفض في مقاله الكلمة المشكولة، والنحو ، وعدهما( المشكولة والنحوية) ارهاقا للتلميذ وتبعده عن الهدف السلوكي والتربوي الذي من مهمته إعطاء دفعا للقراءة والكتابة ، معتبرا ان المهم ان يتعلم التلميذ ( اقرأ ثم اكتب من دون المشكول) ، وبهذا على التلميذ عند كتابة كلمة : سَمِعَ – سمع ، يَقْصدُ – يقصد ،وهنا نجد التلميذ في املاء سَمِعَ – يَقْصدُ يكتبها بالشكل الخاطيء سمعا او سميعا ، يقصدو ، وتحاشيا- كما قال- على المعلم ان يملي للتلميذ : سمعْ يقصدْ ويقول ان بامكانه عندما يكبر يفهم الكلمة ، ومما وقع فيه الكاتب ( التربوي) في مقاله ، انه لم يميز في مقاله التاء المربوطة او المدورة من الهاء في كل ماكتبه ،ويظهر ان الصحيح منها جاء بعشوائية وليس من ادراك ووعي،والتاء المربوطة والمبسوطة (ــة ، ة ، ت ) هي اهم شيء يجب ان يحصل عليه التلميذ، ولا يمكن ان تلفظ الا وهي مشكولة او يحركها نحوا لان كما هو معروف عندما يُسكن الحرف الاخير في الاسم المختوم بالتاء المربوطة تقرأ هاءاً وبهذا تقرأ كلمة : مدرسة مدرسه ، ومكتبة تقرأ بالتسكين مكتبه ، وبهذا نرى ان التلميذ والمعلم وقعا بمشكلة كبيرة وانحراف في التعليم الإملائي، والقراءة في آن واحد ، أما اذا يملي المعلم الى التلميذ كلمة مشكولة مثل : سُلَحْفَاةُ سيكتبها اما تاء مربوطة (ة) او يخطيء بها فيكتبها تاء مبسوطة ( ت) ، اما اذا لم تكن مشكولة وليس فيها لفظ اعرابي ( النحو – حركة اخر الكلمة) فانها تكتب (سلحفاه) وبهذا تعتبر كلمة خطأ ، كما هي مدرسه ومعلمه وفلاحه وكاتبه وكراسه …. كلها كلمات غير صحيحة لانها تعتبر ضميرا ويفسرعلى هذا الشكل : مُدرّسهُ، ومُعَلّمُهُ وفلّاحهُ …. لهذا نرى ان من المشاكل الكثيرة التي تعدت جمع السالم ( مشكلات) ان الذين يتعينون في دوائر الدولة كلهم يُخطئون في الاسماء وغالبا مايتحاشون ويترددون هل هذا الاسم عليه نقاط ام لا ؟ وخاصة في دائرة الجنسية ، التي فيها اشخاص لم يكملوا اصلا تعليمهم( وهذه الطامة في وزارة الداخلية ويحتاج لكلام طويل الباع عنها) ليكتبوا اسماءا تارة بالنقاط وطورا بلا نقاط وهلم جرا من المراجعات والمشاكل التي تنزل على اخوة اسم امهم في هوية كتبت مرّة : فاطمة – بنقاط – واخرى : فاطمه – من دون نقاط-..
كما ان اكثر مانرى من الأخطاء في الفيس بوك او الدوائر او الكتب الرسمية مثل : لهُ يكتبوها لهو، كلمة لـٰـكـنَّ يكتبونها لاكن وكذلك هذا يكتبونها هاذا ، حضر يكتبونها حظر ومعناها منع ، نظر يكتبونها نضر ومعناها الريعان والجمال ..وكذلك الأخطاء يكتبونها الخطاء وكذلك هيأة يكتبونها هيئة ، وآداب يكتبونها أداب ، والضمير (هوَ) كما نراه يلفظ باشباع الفتحة ، كثيرا منهم من يكتبه : (هوه) يجعل الفتحة هاءا، ولعل هذا كله بسبب ثلاثة المعلم ، والمشرف 🙁 الذي يعطي تعليمات خاطئة احيانا للمعلم ويجبره على اسلوب التعليم)، والدولة: (التي تجبر المشرف على قرارات جديدة بالتعليم) كما هو الحال بدرس الاملاء الذي صار بمثابة درس نقلي لا قيمة له ، لان التلميذ اصلا ينقل النص في القراءة بدفتره فما حاجة ان المعلم يملي عليه الدرس وهو ينظر للكلمات ويكتب ! كأنها ضحكة او مزحة يقوم بها المعلم، لكن في الحقيقة ان المسؤولية تتركز على المعلم ، لانه هو الخزّاف ، والتلميذ الطين الذي سوف يصنع منه تمثالا رائعا جميلا خلّابا او يصنع منه تمثالا قبيحا مكسرا لا قيمة له، كما ان للمعلم حرية العمل ، وخاصة انه الموجود مع التلميذ دائما ، ومن كان خارج الصف ، لا يعلم من في داخله
انما ماتمليه الدولة من قرارات على المفتش ( المشرف) لايمكن له ان يناقشه او يضعه في خانة الخطأ ، وبدوره ينشر هذا القرار كتعليمات للمدارس وللمعلمين بشكل رسمي وتوجيهات ، ولعل النظريات التي تتبناها الدولة كلها – حتى التي يدرسها الباحث العراقي- هي من مجتمعات مختلفة عنا بالثقافة واللغة والعادات والتطور وصيغ التعليم والمنهج ، ولم يتم دراسة عينات من المجتمع العراقي ، لهذا لا تنطبق على التلميذ العراقي الذي يأتي الى صف الاول خاما لم يمر بحالة تعليمة باستثناء نسبة قليلة من العوائل عدت ابناءها للتعليم ، لكن هذا الاعداد لايرتقي الى مستوى المجتمعات المتقدمة التي تحاول ان ترفع حتى الرسوب ، والتي في حقيقته ليس فشل التلميذ بل لانه تأخر ببعض المفاهيم التي يجب ان يدركها ،كباقي زملائه ، لذا كانت المشكلة تأتي من الدولة في التعليم ، لان لهذا الوقت لم تقم بدراسة مسحية وعينية لكافة مجتمعات الشعب العراقي وتطبيق واظهار النتائج التي يمكن على ضوءها اصدار قرارات التعليم وتأليف المنهج ، وطرائق التدريس مع ترك فسحة للمعلم( الذي يجب تعده الدولة اعدادا جيدا ، كما يجب ان تختاره وفق الضوابط) ، الذي يحاول ان يكثر بانتاجه بعدم التقليل من اهميته كقائد تربوي معطاء.
ان درس الاملاء علاوة على حفظ الكلمة، كما على الدولة اعطاء اهمية الكفاءة العلمية اولا ، واختبار المعلم – المدرس قبل ان تجعله ان يكون مفتشا ( مشرفا) وخاصة القدرة اللغوية والكتابية والعلمية للمادة وليس القدرة بطرائق التدريس والقوانين فقط،و ماللمعلم وما للادراة التي يمكن اصدارها ككتيب يحتفظ به المفتش والمعلم والادارة ، عموما ان درس الاملاء مهم جدا ، ولا ابالغ فيه ان قلت انه يوازي باستقامته درس القراءة والكتابة ،وانه لايمكن استقامة ( القراءة والكتابة) من دون درس الاملاء ، الذي يجب على المعلم في الصفوف الاولية والتالية له في الابتدائية ( الصفوف ٦،٥،٤) الاعتناء به وتحفيظ التلميذ الكلمة مشكولة والتأكيد على الكلمة حتى في القراءة من خلال تذكير التلميذ بالكلمة وكيفية ضبطها وماهو معروف ويجب الانتباه له وتذكير المعلم عليه، إنه ليس كل تلميذ يكمل دراسته ويتخرج من التربية للتعليم بل اكثرهم يتركون المدرسة اما بعد نجاحهم من الابتدائية وفشلهم في المتوسطة او الاعداية اومباشرة بعد التخرج من الابتدائية واحيانا خلالها ، فلا تحرموهم من فرصة الكتابة بصورة صحيحة لإن كما معروف ، إن درس الاملاء يعني ضبط الكلمة شكلا حين لفظها وهو درس يعني بضبط :
١- كتابة التاء المربوطة والتاء المبسوطة
٢- كتابة حروف يتم لفظها ولا تكتب مثل هذا … وحروف يتم كتابتها ولا تلفظ مثل مائة
٣- الحرف الشمسي والحرف القمري
٤- الضاد والظاء
٥- الهمزة بجميع مواقعها، على الواو او الكرسي ( الياء) او الالف او السطر ( مفردة)
٦- الف التفريق
٧-همزة الوصل وهمزة القطع
٨- الترقيم ( )، ! ؟ ‘ . ؛ …. الخ
٩- المدة والشدة والتنوين ــٓـ ـــّـ ــًـ ــٍــ ــٌــ
١٠- مخارج الحروف ، ومايتم عليها من اصوات نتيجة الحركة ( ضبط الشكل)
بهذا لايمكن ان نخسر الدرس التربوي ولا السلوكي ( ان يستفاد التلميذ من القطعة النثرية ).
وكلما يكون الإملاء متغير غير ثابت اي ان على المعلم ان (يملي كلماته على التلاميذ) مرة قطعة ( فقرة ) ومرة كلمات يختارها من القطعة التي يركز فيها اما على التنوين او التاء او الهمزة … الخ يكون قد حقق الهدف وخاصةً في المراحل الاولية لان كما قالوا (( التعليم منذ الصغر كالنقش على الحجر)) وكما هو معروف فان مجموع كلمات اللغة العربية كما احصاها اللغويون الف كلمة ، وان مجموع الظاء فيها مائة كلمة فكلما حفظ التلميذ كانت قراءته اسرع وخطه اتقن واملاءه أصح، وكثير مما نرى ان ليس كل من دخل المدرسة تخرج منها بل هناك من يتركها لظرف ما ، وبخروجه لم يتعلم التلميذ وخاصة مانسمعه اليوم من ان درس الاملاء يجب ان يتغيير الى درسٍ نقلي ، اي ينقل التلميذ الكلمة ، من الكتاب او السبورة وبهذا يتم ازاحه اهم مادة تجعل التلميذ اكثر سرعة بالقراءة اذ ان الكلمة التي يحفظها ويكتبها لايمكن ان تمر عليه مرة اخرى وهو يتهجأ بها او يحاول لملمة حروفها ان كانت مقطعية او هجائية..
التوصيات:
١- لفظ الكلمة مشكولة في القراءة والكتابة والإملاء.
٢- لفظ اواخر الكلمة وتعليم التلاميذ كيف يميزوا بين الحرف والحركة وبالتكرار
٣-على المعلم تدريس التلميذ التنوين ــً ـــٍـ ــٌـ والشدة ــّـ والضمة والفتحة والكسرة والسكون ــُـ ــَـ ــِـ ــْـ قبل ان يملي عليهم ، اي انه عليه التدريب عليها والتركيز بلفظها في قراءة النصوص وعندما يملي عليهم فان بالتصحيح من لايكتبها يضع عليه علامة الخطأ وينبه التلميذ وعند تكرار خطأ التلميذ يشرح له ويكتب ملاحظة في دفتر التلميذ كي تساعده الأسرة … وهكذا…
٤٤- درس الاملاء جزء من القراءة بالصفوف الاولية ويجب ان يكون دائما حاضرا عند المعلم وخاصة عندما يقرأ النص ينبههم على الكلمات وعندما يقرأون يصحح لهم فلايجوز له ان يترك التلميذ يقرأ الكلمة من دون لفظها مشكولة لانه لايدربه على القراءة المغلوطة فقط وانما على الكتابة لانها سيكتب ما يلفظه هو مستقبلا لا ماهو صحيح من الكلمات.
٥٥- كتابة النص مشكولاً في السبورة للصفين الاول والثاني ، والتركيز على الكلمات المتشابه بالمشكول كماهي فَرِحَ ، نَدِمَ…..
٦٦- استخدام الطريقة الدائرية بالتدريس ، فمعلم اللغة العربية ( ويمكن ان يشمل كذلك الرياضيات والانكليزية ) عليه ان لايبقى في صفه لسنوات بل عليه ان يبدأ من الأول ، ثم يصعد مع تلاميذه للثاني وهكذا صعودا حتى يخرجهم من السادس ثم يعود الى الأول بعد ما يكمل حلقته الاولى ( ست سنوات) وبهذه الطريقة
أ- يستطيع متابعة التلاميذ بالقراءة وضبط الشكل ويستطيع ان يعلمهم في الثاني مثلا عن حروف الجر وبالثالث عن الافعال والف الاثنين والضمير .. بصورة غير مباشرة .
ب- يمكن ان يفعل لتلاميذه الذاكرة خاصة في الكلمة المشكولة فان تغير المعلم يعني قطع افكار وبنية التلميذ ولو علمهم معلم الصف الثاني على ضبط الشكل وتركهم معلمهم في الصف الثاني لذهب تعليم الاول هباءا ، وبعكسه يتعب المعلم الثاني عندما يأتون له سائبين من دون ضبط فان هذا يكلفه وقتا
ج- المعلم الذي يصعد مع تلاميذه يعرف مشاكل التلاميذ وضعفهم ونشاطهم عكس الجديد الذي يحتاج اقل الزمن شهرا كي يعرف التلاميذ ويسجل نشاطهم ويصعب عليه معرفة من كان ضعيفا فتحسن ومن كان نشيطا فضعف
د- طريقة الدائرة تعين الادراة بتوزيع الحصص وتعين المعلم بالاستعداد الى السنة الجديدة لانه مدرك ان ما سوف يُدرّسه من تلاميذ او مادة
٧٧- مع تطور العلم يمكن يستخدم المعلم الاملاء مع التلاميذ بالمراسلة ( في حالة الطريقة الدائرية ) وذلك بمصادقة التلاميذ ومراسلتهم على الموبايل او الحاسبة والكلام معهم ( وان كانت هذه الطريقة ٣٠٪ ) لان تحتاج الى نت والتلميذ لديه موبايل او حاسبة وتعاون الاسرة مع التلميذ.
في النهاية اقدم شكري لكل معلم واسرة اعتنت بأولادها وعدت التعليم سلم الحياة الحقيقي.